الأربعاء، 29 فبراير 2012

الاسرة السعيدة ..كيف ؟؟؟؟؟


بسم الله العلى العظيم الحليم الكريم وصلى الله على محمدا عبده ورسوله...يا مرحبا بكم يا إخوانى وإخواتى فى الله...تبحث كل الاسر العربية والاسلامية عن السعادة وتحقيق الهدف المنشود للدين الاسلامى والذى جاء لسعادة البشر أجمعين ((وما أرسلناك إلارحمة للعالمين ))صدق الله العظيم. لذا نظّم الله لنا  الحياة من خلال إتباع هذا الدين الحنيف بما يكفل لنا السعادة فى الدارين، ومن ذلك سعادة الأسرة .
مظاهر عناية الإسلام بالأسرة :
1 ) أنه جعل قوام الزواج على الدين والأخلاق .
2 ) أنه أمر بالمعاشرة بالمعروف .
3 ) أنه نهى عن الظلم ( ظلم الزوج لزوجته أو أولاده ظلم الزوجة لزوجها أو ظلم الأولاد لوالديهم )
4 ) أنه أعلى شأن الوالدين وجعل برّهما من آكد الحقوق .
5 ) أنه أمر بالتربية الحسنة .

  أهم أسباب التفكك الأسري :
     1 ) عدم مراعاة أوامر الله في الحياة الزوجية.
    2 ) عدم تربية الأولاد التربية الصالحة.
    3 ) إقرار المنكرات في البيوت.
    4 ) القسوة والشدة المفرطة في التربية.
    5 ) اللين الزائد عن الحد في التربية .
    6 ) بناء العلاقة على أساس الإتهام والشك والريبة.
 الطريق إلى السعادة الأسرية:
    1 ) الحرص على التربية بالقدوة والموعظة.
    2 ) إيجاد البدائل للمخالفات الشرعية.
    3 ) إيجاد جو أسري تسوده المحبة والألفة بل والمرح أحياناً.
    4 ) فتح قنوات المصارحة والحوار الهادئ بعيدا عن التعنيف والاتهام.
لماذا نبحث عن السعادة :
السعادة هي جنة الأحلام التي ينشدها كل البشر ؛ ولكن السؤال الذي حيّر الناس من قديم : أين السعادة ؟؟
لقد طلبها الأكثرون في غير موضعها  نعم ؛ لقد جرب الناس في شتى العصور ألوان المتع المادية ، وصنوف الشهوات الحسية فما وجودوها تحقق السعادة .
لقد بحث عنها قوم في المال الوفير والعيش الرغيد فما وجودها ، وآخرون بحثوا عنها في المناصب العالية فما حصلوها ، وآخرون بحثوا عنها في الشهرة والجاه العريض فما ظفروا بها ... لماذا ؟؟؟
لأن السعادة شيء ينبع من داخل الإنسان يشعر به بين جوانبه فهو أمر معنوي لا يُقاس بالكم ، ولا يشترى بالدينار والريال ، بل هي صفاء نفس وطمأنينة قلب وراحة ضمير وانشراح صدر .
ويذكر أن زوجاً قال لزوجته بغضب : لأشقينَّك . فقالت الزوجة في هدوء : لا تستطيع أن تشقيني كما لا تستطيع أن تسعدني .
فقال الزوج في حنق : وكيف لا أستطيع ؟
فقالت الزوجة في ثقة : لو كانت السعادة في راتب لقطعته عني أو زينة من الحلي لحرمتني منها ، ولكنها في شيء لا تملكه أنت ولا الناس أجمعون !
فقال الزوج في دهشة : وما هو ؟ فقالت الزوجة في يقين : إني أجد سعادتي في إيماني ، وإيماني في قلبي ، وقلبي لا سلطان لأحد عليه غير ربي .
ومثل ذلك ما دوى به البحر الخضم والجبل الأشم علم الأعلام وشامخ الشام وشيخ الإسلام ابن تيمية قدّس الله روحه ونوّر ضريحه لما سجن ظلماً وعدواناً في سجن القلعة قال رحمه الله : ما يفعل أعدائي بي أنا جنتي وبستاني في صدري حيثما ذهبت فهي معي .
ويقول أحد السلف واصفاً حاله وهو في غمرة السعادة الحقيقية : إنه لتمر عليّ ساعات أقول فيها : إن كان أهل الجنة في مثل ما أنا فيه إنهم لفي عيش رغيد .
قال ابن القيم رحمه الله ( كما في مدارج السالكين ) : في القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله ، وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس بالله ، وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته ، وصدق معاملته ، وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار إليه ، وفيه نيران حسرات لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه ، وفيه فاقة لا يسدها إلا محبته وإلإنابة إليه ودوام ذكره وصدق الإخلاص له ، ولو أعطي الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة أبدا ) .
إذا أيها الأحبة السعادة لا يمكن أن تحصل إلا بالإيمان واليقين في المقام الأول .  
وديننا قد جاء بما يكفل السعادة للمسلم بل ونهى عن الحزن قال تعالى ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ) وقال ( ولا تحزن عليهم ) وقال سبحانه ( إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا )
وكان من دعائه عليه الصلاة والسلام ( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ) .
فالدين جاء لسعادة البشر ولانتفاء الشر عنهم والضرر ، وذلك في كل مناحي الحياة ، ومن تلك المناحي سعادة الأسرة فقد بناها على مقومات السعادة وهو المودة والرحمة والسكن فلا سعادة بلا مودة وسكينة وتراحم قال تعالى ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا .... )  الآية .
ثم إنه قد جاء بما يكون من روافد هذه السعادة وهي المرأة الصالحة فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أربع من السعادة : المرأة الصالحة ، والمسكن الواسع ، والجار الصالح ، والمركب الهنيء ) رواه ابن حبان في صحيحه وصححه الألباني .
وقال صلى الله عليه وسلم ( الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة ) رواه مسلم .
وقال تعالى ( فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله )  .
أيها الإخوة .. وإنما كان الحديث عن سعادة الأسرة لأنها نواة المجتمع فصلاحها يكون لبنة في صلاح المجتمع كما أن فسادها يكون معول هدم في صرح المجتمع .
مظاهر عناية الإسلام بالأسرة:
 1 ) أنه جعل قوام الزواج على الدين والأخلاق :
وهذا من أهم المظاهر للعناية بالأسرة ويعتبر إجراءً وقائياً – إن صح التعبير – لتفادي صور الانحلال والفساد الأسري . قال صلى الله عليه وسلم ( تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك ) متفق عليه.
ليــس الفتاة بمالها وجمالها                    كلا ولا بمفاخر الآباء
لـكــنها بعفافها وبطهرها           وصلاحها للـزوج والأبناء
وقيامها بشئون منزلها وأن                 ترعاك في السراء والضراء
ياليت شعري أين توجد هذه الـ           فتيات تحت القبة الزرقاء
ويقول المصطفى المختار صلى الله عليه وسلم ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ) رواه الترمذي وهو حديث صحيح

2 ) ألآمر بالمعاشرة بالمعروف:
 قال تعالى ( وعاشروهن بالمعروف ) ويقول سبحانه ( ولهن مثل الذين عليهم بالمعروف ) وهذا يشمل المعاشرة القولية والفعلية ككلام الطيب والصحبة الجميلة ، وكف الأذى وبذل الإحسان ، وحسن المعاملة ، والصفح عن الزلات . فما أحوج بيوتنا إلى تطبيق هذه المعاشرة ، وما أجدرنا أن نعوّد ألسنتنا على الكلام الطيب في حياتنا الأسرية ، ومما يصل بالكلمة طريقة إلقائها فقد تزيد هذه الطريقة إن كانت حلوة عذبة من تأثيرها وما أجدرنا أن نعوّد عضلات وجوهنا الابتسامة التي تبسط أكثر المسائل تعقيداً ، وتمنحنا قوة في التغلب على كثير من المصاعب .
وإليكم أيها الإخوة موقفاً من بيت النبوة لأسوتكم عليه الصلاة والسلام وما كان عليه من معاشرة حسنة لأهله ، فقد روى مسلم في صحيحه والحاكم في مستدركه واللفظ له عن عائشة رضي الله عنها قالت : دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال : هل عندكم شيء ؟ قلت : لا . قال : فإني إذا صائم ، ثم أتانا يوما آخر فقلنا يا رسول الله أهدي لنا حيساً فقال : أدنيه فلقد أصبحت صائما فأكل .
ووصفت أعرابية زوجها وقد مات فقالت : والله لقد كان ضحوكا إذا ولج سكوتا إذا خرج آكلا ما وجد غير سائل عما فقد .

3 ) النهى عن الظلم بشتى أنواعه:
 إلا أن ظلم الأهل أشد نهيا لما بين الأهل من العلاقة الموجبة للإحسان وبذل المعروف كما تقدم .
وظلم ذوي القربى أشد مرارة        على النفس من وقع الحسام المهند
قال صلى الله عليه وسلم ( الظلم ظلمات يوم القيامة ) متفق عليه .
ومن ذلك ظلم الأولاد بتفضيل بعضهم على بعض فقد جاء في الصحيحين عن النعمان بن بشير رضي الله عنه أن أناه أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إني نحلت ابني هذا غلاماً كان لي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أكُل ولدك نحلته مثل هذا ؟ ) فقال : لا قال : فأرجعه .
وفي لفظ : أفعلت هذا بولدك كلهم ؟ قال : لا قال : فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم .
وفي لفظ : فأشهد على هذا غيري . ثم قال : أيسرك أن يكونوا لك في البر سواء قال : نعم قال: فلا إذن.

4 ) أنه أعلى شأن الوالدين وجعل برّهما من أوجب الحقوق:
 والكلام على برّ الوالدين من الصعوبة بمكان أن يختصر في مثل هذه العجالة لما في القرآن والسنة من النصوص الكثيرة المتظافرة في شأن بر الوالدين أضف إلى ما في الواقع من إخلال بهذا الواجب العظيم ، وما من حقٍ قرنه الله بحقه بحرف العطف الواو إلا حق الوالدين بل قد جاء في المرتبة الثانية بعد الأمر بالعبادة ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ... ) 

5 ) أنه أمر بالتربية الحسنة:
 والأصل في التربية الحسنة من القرآن قول الله تعالى ( يا أيها الذين آمنا قوا أنفسكم وأهليكم نارا .... ) قال علي رضي الله عنه : علموا أنفسكم وأهليكم الخير وأدبوهم .
وقال قتادة : أن يأمرهم بطاعة الله وينهاهم عن معصيته وأن يقوم عليهم بأمر الله تعالى يأمرهم به ويساعدهم عليه فإذا رأيت لله معصية ردعتهم عنها .
والأصل في التربية الحسنة من السنة قوله صلى الله عليه وسلم ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ، فالإمام راع وهو مسئول عن رعيته ، والرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته ، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها .) الحديث متفق عليه .

ملخص محاضرة بعنوان (طريقك الى السعادة الاسرية ) م.عامر بن عيسى
وهكذا نجد بالدليل العقلى والنقلى أهمية الاسرة فى الاسلام..وإلى هنا فإلى لقاء جديد فى مقال جديد لتكملة هذا الموضوع المهم ..بإذن الله تعالى..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق