الثلاثاء، 20 مارس 2012

طفلتى الجميلة...


طفلتى الجميلة... 


أعوام مرت بسرعة فقد كنتِ يا ابنتى قبل وقت قصير تلعبين أمام عيني.. تمرحين طوال الوقت وابتسامتك البريئة تعلو شفتيك كنت أرى مع كل خطوة تخطوها قدماك مستقبلاً مشرقًا مليئًا بالآمال العريضة والسعادة... 

لقد علمتك أن حياءك هو سر جمالك الحقيقي ..أنه مهما مرت عليك السنوات فإن حياءك سيظل هو التاج الذي يزيّن رأسك ويدل على أن فطرتك كأنثى لازالت حيَّة..وأن الحياء يا بنيتي هو العملة النادرة في هذا الزمان...
 لقد علمتك أن احتفاظك بكل ملكاتك ومواهبك الشخصية هو أساس بقائك، والعامل الرئيسي في قدرتك على مواجهة كل تحديات الحياة وابتلاءات الدنيا.. لقد علمتك أن عقيدتك الصافية وأخلاقك السامية تفرض عليك أن تكوني نسخة من الصالحات الفاضلات..
 لقد علمتك أن كيانك هو وجودك وأن نفسك هي وسيلتك في الوصول إلى ربك فلا تظني أن زكاة نفسك واستقامتها تكون عبر طمس سماتك، والتنازل عن كينونتك... 
 لقد علمتك أن أنت سر الوجود ومن قلبك سيستمد جيل جديد أسس الكرامة وركائز العزة ومقومات التنمية والبناء فاعلمي أنك قادرة على انتشال وبناء أمة استحقت بجدارة وصف "الخيرية"
 أعلم أنك كم تتشوقين لكي تكوني أمًّا... لكن هل تدركين كم أن هذه مسئولية عظيمة لأنه على يديك سيأتي جيل جديد يحمل همّ الإسلام ويسعى في الأرض من أجل رفعة راية التوحيد ويعيد إلى المسلمين أمجادهم السليبة... 
طفلتى الغالية أتمنى منذ هذه اللحظة أن تعاهدي ربك بأنك لن تتخلي أبدًا عن ذكره سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا وأن تعيشي كل موقف في حياتك وأنت تستحضرين في قلبك...
 عزيزتى لقد علمتك أن وجدانك اسمًا من أسماء الله تبارك في علاه يتناسب مع حقيقة ما تواجهينه فأنت تعلمين أن عبادتك الحقيقية لله ليست فقط في أداء الشعائر وإنما في أن يكون قلبك موصولاً به في كل ابتلاء من الابتلاءات التي تعترض طريقك في الحياة الدنيا...
حبيبتي عيشي بقلبك ولا تتوقفي عن الإحساس تذكري دائمًا أن دفقات المشاعر في قلبك هي وقود الحياة...

صدق الحقيقة دى..أبنك عبقرى..!!


أبنك عبقرى..!!
هذه هى الحقيقة..!! حيث أن جميع البشر يولدون أذكياء أو موهوبين أو بقدرات بدنية عالية وإمكانيات كثيرة أعظم من أن نتخيل فى حياتنا.  وهناك جدلية الطبيعة /التربية تغفل أن المهارات الانسانية هى نتاج خليط غامض متفاعل من الجينات والبيئة وقليلون منا هم من يستطيعون الضغط على حدود هذه الامكانيات واستغلالها جميعا ليصبحوا عباقرة.

ولذلك إذا أنت استطعت أن تصقل مهارات أبنك بإخلاص شديد وإرادة وعزيمة يصبح فى المستقبل عبقرى فى مجاله – إن شاء المولى تعالى

خدعة الطفل المعجزة
هناك دراسات على كل حالة من حالات "الاطفال المعجزة" على حدة وتكشف جميع هذه دراسات بدون استثناءات أن هؤلاء الاطفال بدؤا تدريبات كثيرة مكثفة ومنظمة فى سن مبكرة جدا.                     
والحصيلة أن الموهبة عملية منهجية تفاعلية وليست مجرد كيان منفصل فى مخ الانسان. ولا يمكن لآحد من ان يبلغ مكانة من العظمة على مستوى العالم إلا إذا كان لديه مزيج من الجينات المحتملة ورغبة عميقة محركة وملزمة فى النجاح.

كيف نشجع أولادنا على حب شىء؟
ويكون لديهم الالتزام والاصرار على النجاح ؟ وكيف نعرض أطفالنا للكم الصحيح من التحديات فى الوقت الصحيح ؟ إن الضغط على ابنك فى تدريبات مجهدة ليصبح مثلا بطل العالم فى الشطرنج فى سن 11 سنة لن يجعله طفلا سعيدا أو حتى ناجحا على المدى الطويل. لذا ندعو الاباء والمربين الى الصبر مع أبنائهم فكون الطفل لم يظهر تميزا وهو فى الصف الاول أو الرابع أو حتى الخامس لايعنى أنه لايتمتع باحتمالات وامكانيات خارقة فى شىء ما ولكن يعنى أنه لم يكتشف هذا الدافع الرئيسى بعد.

وعلى الاباء وكذلك المربين أن يكونوا مثالين ملهمين للاولادهم طوال الوقت وانت ايها الاب وايتها الام مطالبين بالرعاية والتربية ومحاولة انتهاز فرصة أو لحظة مناسبة يكون فيها طفلك منفتحا للالهام والتحدى لتعزز بداخله هذه البذرة التى ستدفعه للامام لتحقيق طموحاته.  

حيث أن تحقيق العظمة عملية منهجية تفاعلية على المدى البعيد فلا تستعجل أوتشعر بأنك فشلت إذا ما لم يظهر طفلك فى سن معينة تفوقا بشكل ملحوظ. والذكاء هو حالة شديدة المرونة وتبزغ من تفاعل الجينات مع البيئة وعملية ديناميكية الحركة ومنتشرة ومستمرة.

من بين قصص العبقرية قصة حياة الامام احمد بن حنبل مثال للطفل المعجزة الذى ولد بموهبة فطرية ولكن ظهرت هذه الموهبة بعد الالتزام بالصلاة وعنده من العمر سنتان فقط حيث ان امه رحمة الله عليها توضأه وتذهب به الى الجامع ليصلى جماعة وهو ابن سنتين ومع التقدم فى العمر ومع الاخلاص الشديد فى تلقى العلم والمثابرة على تحصيله أصبح أحد الائمة الاربعة العباقرة فى الفقه الاسلامى...

الاثنين، 19 مارس 2012

أحبك...!!

أحبك....
بسم الله الذى خلق من كل شيئا زوجين وأخرج منهما ذرية كثيرة والصلاة والسلام على أشرف الخلق وأعظم من قال الحق..صلوات ربى وتسليماته عليه.أما بعد...





حديثى اليومفى غاية الاهمية بمكان..حيث حدثت مفاجأة مذهلة لى عندما قرأتْ رسالة قصيرة من زوجتى على تليفونى المحمول كانت كلماتها قليلة للغاية لكنها رائعة للغاية أيضا.. لأول مرة منذ سنوات بعد زواجنا ترسل لى مثل هذه الكلمات، كم أنا مشتاقا وعندى لوعة أن تقول ذلك، بل من شدة شوقى لهذه الكلمة أنها تجاوزت كل خجل كان بها والتى طلبتها منها صراحة  أخيرا قالت لى (( أحبك...))
ولكنها لم تقلها، ليس عن بخل منها ولا غيره ولكنه الخجل وفقط الخجل نعم يا سادة الخجل الذى قد يدمر بيوتنا من الداخل .من يصدق أن فى هذا العصر المفتوح السماوات والقنوات الدائمة العرض.. أن هناك خجل بين الزوج والزوجة. الامر الذى يؤثر بلا شك لى بيوتنا وأبنائنا..



لغة أخرى للتعبير...


لكنى أنا زوجها كان لى لغة أخرى للتعبير عن حبى لها، لكم من مرة أغدق عليها بالهدايا، وكم قضى في عملى ساعات وساعات لأحقق لها كل ما تريد، وكم قدَّمت لها كل احترام وتقدير أمام أهلها، وكم حققت لها كل ما تريد، نعم أبذل كل ما في وسعى لآعبِّر عن حبى لها لكنها لم تهتم بكل هذه الوسائل التي هي من أهم الوسائل للتعبير عن الحب لزوجته، أن يقول لها " أحبك "، ولكنها أدركت خطورة الموقف، لابد أن تنطق بها، لكن كيف فهى لم تترب على أن تقولها، تخاف أن يُقال عنها ضعيفة كما أن التعبير عن المشاعر ضعف في الرجال، ولكنها حاولت وحاولت واجتهدت والحمد للهِ أنه أصابت في اجتهادها، وكان دافعها في هذا الاجتهاد ما سمعت في خطبة الجمعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلنها أن أحب الناس إلى قلبه زوجته أمنا عائشة رضي الله عنها، وكان في مجمع من رجال دونما خجل أو موارة صلى الله عليك يا رسول الله...

عبارات مضيئة.....
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعبرعن مشاعره تجاه من يحب فنجد أنه صلوات ربى وسلم كثيرا ما يقول لفلان "إنى أحبك" وهو أعلم منا بألاثر الكبيرلهذه الكلمة على قلوب البشر جميعا.
وها هو الامام ابن القيم يقول (( ما كان قربة وطاعة، وهو عشق الرجل امرأته، وهذا العشق عشق نافع، فإنه أدعى إلى المقاصد التي شرَّع الله لها النكاح، فهو أكف للبصر والقلب عن التطلع إلى غير أهله، ولهذا يحمد هذا العشق عند الله وعند الناس ))

فهيا أيتها الزوجات والازواج  نرفع أيدينا بالدعاء أن يرزقنا الله الحب بيننا ، وأن يجملنا في أعين بعض، وأن يرزق الزوج حبها ويرزق الوجة حبه، وأن يقربه إلى قلبها وأن يقربها من قلبه..حتى تعلو الامة وتخرج أبطال شجعان يرفعون شأنها فى الدنيا كما رفعت من قبل..(( كنتم خير أمة )) 

وفى الختام..أشهد الله العظيم أنى أحبكم فى الله..وفى لقاء قريب بإذن الله تعالى.....

أبنائى وحفظ القرأن الكريم!


 أبنائى وحفظ القرأن الكريم!
بسم الله السميع العليم مالك يوم الدين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين..أما بعد...بداية نتفق سويا نحن الاباء والمربين على ان حفظ القرأن الكريم ليس هدفاً في حد ذاته وإن كان شرفاً وعزاً يعلو بأولادنا  لكن قبل أن نحفِّظ أولادنا القرآن الكريم يجب أولا غرس حب القرآن في نفسه بطريقة صحيحة ويقتدي بنبينا عليه الصلاة والسلام الذي كان خلقه القرآن.



 الوسائل الهادفة لغرس الحب للقرآن الكريم في نفوس أبنائنا:

أولا - أن يكون الاباء والمربون قدوة عملية وعلاقة طيبة لأبنائنا وذلك من خلال الدعاء لهم بالتوفيق - بناء الصداقة مع الأبناء - زرع الثقة في نفوس أبنائنا - أن تشعرهم بحبك لهم لفظياً وعملياً.

ثانيا – معرفة الخصائص الجسمية والعقلية والنفسية والاجتماعية والخلقية في أبنائنا حتى نعرف كيف نتعامل مع أبنائنا من الناحية الانفعالية ومهارات التعلم والتركيز وحفظ القرآن الكريم.

ثالثا - استخدام وسائل تربوية مبتكرة في تعليم القرآن الكريم:
   الحاسب الألي- شريط تعليمي جيد - وسائل شيقة وجذابة. تحبب الطفل في تعلم القرآن الكريم حيث أن الطفل يعشق الوسائل الشيقة والجذابة .

رابعا - التعامل الجيد مع ذاكرة الأبناء:
  فالطفل خمس سنوات قدرته على التركيز خمس دقائق فقط. ويزيد وقت التركيز حسب العمر.لذلك فعلى الاباء والمربين معرفة القدرة التركيزية لأبنائنا بحيث يتم الشرح لهم خلال مدة تتناسب مع هذه القدرة ثم يفصل بفقرة محببة للطفل مثل أنشودة - فقرة تمثيلية- لعبة ثم يواصل درسه لمدة تناسبه ثم يفصل بفقرة محببة أخرى.
محذورات من أستخدام الوسائل التالية :
التهديد – إلاهانة - الضرب - عدم مراعاة الفروق الفردية بين الأولاد - عدم مراعاة القدرة التركيزية...

خامسا - اختيار الوقت المناسب للتحفيظ :
    حيث أن هناك للطفل حاجات أساسية مثل الطعام والشراب و اللعب  و النوم والحاجة إلى الراحة و الشعور بالأمان..لذلك يجب علينا اختيار الوقت المناسب ليتعلم فيه الطفل القرآن بحب لا بقهر.

سادسا - معرفة الموهوب في الحفظ وغير الموهوب :
   فالموهبة عطية من الله والأبناء ليسوا في قدرة واحدة والاختلاف في البشر من سنن الله ومن هذه المواهب موهبة الحفظ  التي وهبها الله للبعض دون الآخر والله تعالى يقول:( لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا)

سابعا - استخدام وسائل جديدة للتدعيم والمكافأة :
    حتى نضمن للابنائنا الدافعية للحفظ  لذا ينبغي تحفيز  ومكافأة الطفل بعد حفظ جزء مناسب أوسورة أومقطع من سورة  بحسب ما يرى المربي ويكون الحافز مثلً:
   1- قصة مناسبة تؤثر في الطفل وتقنعه وتغرس فيه أيضاً حب القرآن.

   2- رحلة جماعية مع الأطفال تعد جيداً ونشعر الأطفال أن ماقاموا به من حفظ للقران يوجد له مكافأة.

   3- شهادات التقدير يمدح فيها الأطفال لحفظهم القرآن .

   4- حفلة بسيطة يدعى لها الأهل والأقارب والأصدقاء  بعد حفظ قدر معين فيصبح القرآن مصدراً للبهجة والسعادة.

ثامنا – عدم إحساس الأبناء أن الاباء والمربين يبذلون جهداً كبيرا لتعليمهم القرآنً:
 فيشعروا بالذنب و عدم الرضا لتعلم القرآن الكريم ويتذكر أن مايقوم به من جهد فهو لله تعالى لا ليقال أن ابنه حفظ القرآن الكريم.

تاسعا - تعويد الأبناء على المراجعة لما تم حفظه وقراءته في الصلاة :   
لأن ذلك يقوي من الحفظ لديهم ويثبت الحفظ عندهم..

وختاما أدعوا الله أن يعيننا ويعين أبنائناعلى حفظ كتابه الكريم.اللهم أمين يارب العالمين...

الأحد، 18 مارس 2012

المرح والفرح فى بيوتنا !!


 المرح والفرح فى بيوتنا !!!
الحمد لله الواحد الاحد الفرد الصمد والصلاة والسلام على أشرف المرسلين أما بعد...نواصل حديثنا عن طرق التربية السليمة للاطفالنا وقبل ذلك لابد من وجود نوعا من المرح فى بيوتنا حتى يعم الحب والصفاء بين جميع أفراد الاسرة.

فيظن بعض الرجال ان السيطرة والقمع والعبوس ةالتوجيهات الحادة واللوم الشديد ...من وسائل السيطرة على البيوت حتى ينجح فى إدارة بيته فى الوقت نفسه غاب عن وعيه حال النبى صلى الله عليه وسلم كيف يكون فى بيته ؟فقد كانت الدعابة والمرح الصادق هو المنهج الذى يسير الامور فى البيت فقد كان صلى الله عليه وسلم بساما طوال وقته بل من أبش الناس وأطيبهم نفسا.

فكان الحسن والحسين – رضى الله عنهما – يركبان على ظهره ويتسابقون إليه فيقعون على ظهره وصدره فيقبلهم صلى الله عليه وسلم وهكذا كان فى بيته.فى ذات الوقت كان يحمل أكبر دعوة فى تاريخ البشرية.

الحياة فن يا سادة.....

يقول أحمد أمين فى كتابه"فيض الخاطر":                                         (ليس المبتسمون للحياة أسعد حالا لآنفسهم فقط...بل هم كذلك أقدر على العمل وأكثر أحتمالا للمسئولية وأصلح لمواجهة الشدائد ومعالجة الصعاب والايتيان بعظائم الامور ..وهناك نفوس تستطيع أن تصنع من كل شىء شقاء..زنفوس تستطيع أن تصنع من كل شىء سعادة ..فهناك المرأة فى بيتها كل شىء أسود فى يومها:لآن طبقا كسر – ولآن نوعا من الطعام زاد الملح فيه ولآن...وهناك رجل ينغص على نفسه حياته وكذلك على من حوله من كلمة يسمعها أو يؤولها تأويلا سيئا أو من عمل تافه حدث له)

ويقول كذلك:(الحياة فن...وفن يتعلم..فاجتهد أن تتعلم هذا الفن والنفس ال باسمة هى التى تجيد أن تقوم بهذا الفن فترى الصعاب مذللة يمكن التغلب عليها ترى الجبال الشاهقة وديانا سهلة يمكنها المشى عليها ..أما هذه النفس العابسة فترى الصغائر عظائم يصعب تجاوزها ودائما تتعلل بلو وإذا وإن..إن صاحب هذه النفس يود أن ينجح فى حياته ..أن يحقق أحلامه وطموحه ولا يريد أن يدفع الثمن إنه ينتظر السماء حتى تمطر ذهبا وفضة أو تنشق الارض فتخرج له كنزا)

فهيا بنا نتعلم معا فن الحياة ونملآ بيوتنا مرحا وسعادة وحبا لنربى أولادنا وأبناء الامة على الحب والصفاء والنجاح والمرح والفرح.

وختاما لكم منى جزيل الاحترام والتقدير..وإلى لقاء جديد فى مقال جديد..بإذن الله تعالى... 

اولادنا لماذا يكذبون ؟؟!!


اولادنا لماذا يكذبون؟!

بسم الله والحمد لله أما بعد..كلنا نعلم أن الكذب سلوك خاطىء ومرض خطير إذا استشرى فى مجتمعنا فيترك أثرا مدمرا على جميع افراد المجتمع والكذب عرض ظاهرى وقوة نفسية تجيش فى نفس الفرد سواء كان طفلا أو بالغا والكذب ليس وراثيا وإنما هو مكتسب من البيئة خاصة عند الاطفال.


ويخطىء من يعتقد أن الاطفال الصغار لا يفرقون بين الكذب والصدق حيث ان الطفل فى مقدوره تماما أن يفرق بين ما هو صادق ومن هو كاذب فيما يتعلق بالامور والرغبات الخاصة به.ومع ذلك فان كثيرا من الاطفال فى سن الرابعة لا يحسن التمييز بين الحقيقة والخيال ويستطيع ذلك فقط فى سن الخامسة من عمره وحتى سن السادسة نجد أن أغلب الاطفال يكونون بعيدين عن قول الكذب.

والجدير بالذكر أن السبب النفسى للكذب عند الاطفال هو كثرة الخيال الذى يعيش فيه الطفل ونسخ القصص الخيالية وأوهام وأحلام غير واقعية ويصف علماء النفس هذه الظاهرة عند الاطفال ب"التلاعب بالخيال"ويسميها الكبار بالكذب.
ويتخذ الكذب عند الاطفال أشكالا مختلفة تخدم أغراضا مختلفة حيث يمكننا التمييز بين أنواع الكذب كالتالى:

الكذب الادعائى:
وهو أسوأ أنواع الكذب وأضرها حيث يرتبط بالخوف ويظهر عندما يكذب الطفل خوفا  مما يقع عليه من عقوبة .وينتشر بين أطفال الاسر التى ينتشر فيها نوع من النظام الصارم والعقوبة الشديدة فيلجأ الطفل للكذب هربا من العقاب كذلك ينتشر هذا النوع من الكذب بين الاسر التى يختلف الاباء والامهات فى طريقة معالجة الابناء.

الكذب الآنانى:
فيه يلجأ الطفل إلى هذا الكذب من أجا الاستحواذ على الاشياء ويكون الدافع عنده هو عدم ثقته فى الكبار والتأكد من أن مطالبه لن تتحقق إذا سلك الطريق العادى فيكذ لتحقيق هذه المطالب.

الكذب الانتقامى :
حيث يكذب الطفل لاسقاط اللوم على شخص ما يكرهه أو يغار منه.وهو أخطر أنواع الكذب على الصحة النفسية للطفل وعلى كيان المجتمع ومثله ومبادئه.ذلك بسسب لآنه ناجم عن الكراهية وحقد هو كذب مع سبق الاصرار ويحتاج إلى تدبير مسبق لالحاق الضرر والاذى بالغير.               ويحدث ذلك النوع من الكذب نتيجةللانفعالات الحادة التى يتعرض لها الطفل وذلك عندما تهتز ثقته فى المحيطين به.وعدم المساواة فى المعاملة والتفرقة بين الاخوة فى المعاملة الاسرية له.

طرق العلاج:
أولا: دراسة أسباب الكذب ومعرفة الدافع إليه.وإذا كان عمر الطفل أقل من أربع سنوات فلا داعى للام أن تقلقويجب مساعدتها له أن يفرق بين الواقع والخيال.
ثانيا: يجب على الام والاب أن يكونوا قدوة يحتذى بها الطفل فى الصدق.
ثالثا: إشباع الحاجات النفسية للطفل من خلال أفراد الاسرة.
رابعا: العدالة والمساواة بين الاخوة وتنمية ثقة الطفل بنفسه والمعالجة النفسية للاطفال المصابين بالعقد النفسية.
خامسا: مكافحة الكذب من خلال عدم ترك الطفل يمرر كذبته على الاهل والمدرسة حتى لا نشجعه على ممارسة الكذب دائما..

وإلى لقاء جديد فى مقال جديد...والله الموفق والمستعان.

السبت، 17 مارس 2012

ما هو دور الدين فى التربية ؟!


ما هو دور الدين فى التربية ؟!

بسم الله الفرد الصمد الذى لم يلد ولم يول.أما بعد ما أكثر أقوال علماء التربية حول أهمية الدين فى تربية أطفالنا وأولادنا حيث يعود أولادنا على الخصال الحميدة وتحذيرهم من كل ما له علاقة بالشر.وبالتالى فالمنهج التربوى له مقدمات توصل الى نتائج وهى كما قال الشاعر :                                                         
وينشأ ناشىء الفتيان منا..   على ما كان عوده أبوه.                                                                 
            وما دان الفتى بحجى ولكن..     يعود التدين أقربوه.


ولهذا فعلى المربين أن يرتبوا مسألة التعامل التربوى مع الاولاد على الشكل التالى:

1-أن يرشدوهم إلى إلى الايمان بالله:وذلك من خلال التفكر فى أياته ونعمه وا خلق فى هذا الكون الفسيح تجعل العاقل يسجد بين يدى الخالق سبحانه معترفا بتقصيره وعجزه. وفى القرأن الكريم وفى السنة الشريفة الكثير من الادلة على ذلك مثال ذلك قوله سبحانه :(( هو الذى أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والاعناب ومن كل الثمرات إن فى ذلك لآية لقوم يتفكرون ))   النحل :10-11

2-أن يغرسوا فى نفوس أولادهم روح الخشوع والتقوى والعبودية لله رب العالمين :وذلك من خلال اتباع الوسائل التى تقوى فى النفس الخشوع والتقوى مثل: الخشوع فى الصلاة – التعود على التباكى عند سماع القران الكريم .

3- أن يربوا فى أولادهم روح المراقبة لله سبحانه وتعالى فى كل تصرفاتهم وحركاتهم وسكناتهم: وذلك من خلال تعوده على أن الله تعالى يعلم السر وأخفى ويعلم ما تخفيه الصدور وأنه مراقب لكل تصرفتنا ومطلع علينا. 
                    فى العمل يجب أن يراقب الانسان ربه ويكون مخلصا فيه كما قال الله تعالى (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة )) (البينة: 5)

وهذ ما كان عليه السلف الصالح من هذه الامة ورحم الله الغزالى عندما أشار فى كتابه "الآحياء" إلى ذلك بقوله : قال سهل بن عبدالله التسترى: كنت وأنا ابن ثلاث سنين أقوم بالليل فأنظر إلى صلاة خالى(محمد بن سوار) فقال لى يوما:ألا تذكر الله الذى خلقك؟فقلت :كيف أذكره؟ قال :قل بقلبك عند تقلبك فى فراشك ثلاث مرات من غير أن تحرك به لسانك:الله معى الله ناظرالى الله شاهدى فقلت ذلك ليالى ثم أعلمته فقال :قل فى كل ليلة سبع مرات فقلت ذلك ثم أعلمته فقال:قل ذلك كل ليلة إحدى عشرة مرةفقلته فوقع فى قلبى حلاوته. فلما كان بعد سنة قال لى خالى:احفظ ما علمتك ودم عليه إلى أ، تخل القبر فإنه ينفعك فى الدنيا والاخرة .قال:فلم أزل على ذلك من سنين فوجدت لذلك حلاوة فى سرى ثم قالى لى خالى يوما: يا سهل من كان الله معه وناظرا إليه وشاهده أيعصيه ؟إياك والمعصية....

ودار الزمن دورته وأصبح سهل من كبار العارفين ومن الصالحين وذلك بفضل خاله الذى أدبه وعلمه ورباه على الايمان والمراقبة. 

 أما فى الغرب فوجد المنصفون منهم أن الآلحاد والكفر والاباحية أخطأء حيث يعيش الغرب فى فراغ قاتل من الناحية الروحية الامر الذى جعل الاديب الفرنسى "فولتير" يسخر من الملاحدة الماديين قائلا:"لما تشككون فى الله ؟! ولولاه لخانتنى زوجتى وسرقنى خادمى "

فعلى الآباء والآمهات وكذلك المربين ألا يدعو فرصة سانحة تمر إلا ويغرسوا فى قلوب وصدور ألاطفال الآيمان مصحوبا بالمراقبة خاصة فيما يتعلق بالعقيدة الراسخة وإذا لم يحصن الطفل منذ صغره بالتوجيه الدينى وبالعقيدة الاسلامية وبالفضائل وألاخلاق الحميدة فإنه لاشك سيترعرع على الفسوق والانحلال وسيتبع الهوى والنفس ألامارة بالسوء.
وإلى لقاء قريب فى مقال جيديد وأستودعكم الله الذى لا تضيع عنده الودائع..

كيف نربى أولادنا إيمانيا ؟!


كيف نربى أولادنا إيمانيا ؟!

بسم الله الذى خلق كل شىء من عدم ورزقه حتى صار للعدم.أما بعد.. هناك بلا شك مسئولية كبيرة للمربين تجاه أولادهم وعلى وجه الخصوص الآباء والامهات .
ومن هذا المنطلق ركزت الشريعة الاسلامية الغراء على فكرة مهمة مفادها تعويد الطفل منذ الصغر على فهم أصول الايمان كالآيمان بالله وبرسله وبكتبه وبالجنة وبالنار والبعث والحساب وأركان الاسلام والتركيز على التمسك بالعبادات وأمور العقيدة والسلوك والاداب والاحكام والاخلاق.


وكثيرا ما وردت هذه الوصايا فى القرأن الكريم حين قال عزوجل:
(( يأيها الذين أمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لايعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون )) (التحريم:6)                                                                          وقوله تعالى (( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى )) طه : 132
وفى السنة النبوية أقوال تحض على وجوب التربية الايمانية المبكرة فمن ذلك مارواه الحاكم فى المستدرك عن ابن عباس رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم قال " افتحوا على صبيانكم أول كلمة بلا اله الاالله "وذلك تكون بدايات معرفته بكلمة التوحيد. وفى سنن أبى داود عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله أن النبى صلى الله عليه وسلم قال " مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم فى المضاجع " كل ذلك حتى يعتاد أولادنا  على أداء العبادات التى تهذب جسمه وروحه وعقله.

وروى الطبرانى عن على رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال " أدبوا أولادكم على ثلاث خصال:حب نبيكم وحب ال بيته وتلاوة القرأن فإن حملة القرأن فى ظل عرش الله يوم القيامة يوم لاظل إلا ظله مع أنبيائه وأصفيائه "
ويقول سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه : كنا نعلم أولادنا مغازى رسول الله صلى الله عليه وسلم .كل هذا ليكون للآولاد حصون منيعة ضد كل موجات الالحاد وأقوال أهل الضلال...


وإلى لقاء سعيد بكم فى مقال جديد.إن شاء الله تعالى

الخميس، 15 مارس 2012

كيف تكون صديقا لآولادك ؟


كيف تكون صديقا لآولادك ؟                            

بسم الله الرحمن الرحيم مالك يوم الدين اياك نعبد واياك نستعين أما بعد... تحتل الصداقة فى حياتنا مكان فى غاية الاهمية فهى عبارة عن اتفاق الضمائر بين الاصدقاء على المودة والحب وهى كذلك قوة المودة فقد جاءت من الصدق وهى أمر غير متكلف لآنه أمر قلبى وليس باللسان..يقول عمر اليافى :

ليس الصداقة باللسان وإنما      بالوفق والتأليف والتوفيق

والصديق من صدق المودة ويجب على الصديق النصيحة لصديقه حيث أن للنصيحة الرقيقة المغلفة بغلاف الحب والمودة لها اهمية لعلاج العيوب لدى الاصدقاء.

تربية الآبناء بين الافراط والتفريط

تقع تربية الابناء على الوالدين أولا ثم على المربين والمؤدبين وليست التربية أن تطعم أولادك وتكسوهم فقط فالتربية أعظم من ذلك وأجل يقول الامام الغزالى:
(( الصبى أمانة عند والديه وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة خالية عن كل نقش وصورة وهو قابل لكل ما نقش ومائل الى كل ما يمال به اليه فان عود الخير وعلمه نشأ عليه وسعد فى الدنيا والاخرة وشاركه فى ثوابه أبواه وكل معلم له ومؤدب وإن عود الشر وأهمل إهمال البهائم شقى وهلك وكان الوزر فى رقبة القيم عليه والوالى له ))
أما الاب الذى يكدح فى الدنيا وكل همه ان يوفر لولده المأكل والمشرب الحسن والملبس الجميل لاغير مهملا تربية ولده على الاخلاق الحميدة فإن ولده يعتبر يتيما وصدق أحمد شوقى حين قال :

وإذا أصيب القوم فى أخلاقهم     فأقم عليهم مأتما وعويلا
ليس اليتيم من انتهى أبواه من      هم الحياة وخلفاه ذليلا
إن اليتيم هو الذى تلقى له         أما تخلت أو أبا مشغولا


ويجب على الاباء والمربين التوسط فى الامور فلا إفراط (التربية على الجبن من خلال تخويفه المستمر) ولا تفريط مثال ذلك ان يربى الاب ابنه على التهور من خلال الاعتداء على الاخرين.فخير الامور الوسط.

أثر صداقة الابناء فى التربية السليمة

كل مرحلة سنية لها ما يناسبها من مراحل التربية وقد فهم وفطن لذلك عبد الملك بن مروان حين قال (( لاعب ولدك سبعا وأدبه سبعا واستصحبه سبعا فإن أفلح فألق حبله على غاربه )) فأخر مرحلة من مراحل التربية هى الصداقة وتكون بعد ان كبر الابن او البنت ونما العقل عندهما واصبح للولد شخصية مستقلة يحاول ابرازها واظهارها بين الناس وهى مرحلة المراهقة وهى مرحلة حساسة فى حياة أولادنا حيث: تقلب المزاج - حاد - الطباع التمرد- العناد  صفات ملازمة لهم والصداقة فى هذه المرحلة هى التى تحل المشكلة وتجعل الاب قريبا من ابنه أو الام قريبة من ابنتها حيث انه اوانها يبحث عن شخص يفضفض عما فى داخله من مشاكل واحاسيس وقد يكون من يفضى إليه ليس هو الاختيار المناسب فتقع المشاكل وتزداد.

كيف تصبح صديقا لابنك ؟

قبل ما نتحدث عن هذه العلاقة بين الاب والابن بالتفصيل .. نشاهد معا هذا الكليب الذى يوضح لنا مدى الصداقة الكبيرة بين الاب والابن فهيا بنا يا أصدقائى الاعزاء.. 



هناك بعض من الامور التى تجعل الاباء أصدقاء لآولادهم.  


 1- اترك له مساحة من الحرية فى الاختيار مع التوجيه غير المباشر ان وجدت سوءا فى الاختيار.

2- اجعل الحوار سمة الحديث بينكما فالولد فى هذه المرحلة يحتاج الى من يفتح مع حوار ويتجاذب اطراف الحديث فكن أنت أيها الوالد وأيتها الوالدة هذا الطرف وأبدأ أنت فى الحديث عن أخبارك وأحوالك ومشاكلك فى العمل ورؤيتك للمستقبل فتجد ولدك تلقائيا يبدأ فى الحديث عن نفسه وعن مشاغله واهتماماته ومشاكله.

3- لا تسفه أراءه وتظهره بانه لايفهم الامور بل وضح له الامور التى قد تكون غافلة عنه.

4- لا تهون من امكانياته حيث ان الولد فى هذه المرحلة يمكن الاعتماد عليه الى حد ما فشجعه على أداء بعض الاعمال فتربى فيه صفة الاعتماد على النفس والثقة فيها.

5- شجعه على تصرفاته الحسنة فالكلمة الطيبة لها مفعول السحر والثناء الحسن يدفعان الولد لبذل ما فى وسعه لآداء ما طلب منه والكلمة المحبطة تقعده عن العمل فلا تعنفه ان أخطأ.

6- إياك والضرب يخطىء كثير من الاباء الذين لا يزالون يضربون أبناءهم فى هذه المرحلة فالطفل قد تضربه فى صغره للتأديب ثم إن أحسنت اليه وأرضيته نسى ما قد ضرب عليه ولكن الضرب فى هذه المرحلة يترك جرحا غائرا فى نفس الولد فقد يرد بغلظة على ابيه أو يترك له البيت أو يزداد فى عناده.  ثم هل يضرب الصديق صديقه؟؟ فهذا غير معقول.....

7- أشركه فى قرارات البيت والاسرة.

8- لا تحرجه أمام زملائه واذا أخطأ إبنك فعاتبه بنظرة أو كلمة أو ما شاكل ذلك فأنه يعى الامر.

9- عامله كما تعاما أصحابه بالطف والين والعطف والحب والمودة.

وإلى لقاء جديد قى مقال جديد يا أعز أصدقائى...بإذن الله تعالى

من أين تأتى سلامة المجتمع ؟؟


 سلامة المجتمع  من سلامة الاسرة

حيث ان سلامة المجتمع واجب على جميع أفراد المجتمع يجب عليهم أن يتعاونوا عليه رجالا ونساءا .ولذلك اذا قصر وأخل أحد أفراد المجتمع فى واجباته الاسرية  ينبغى حين اذن على سائر الافراد إرشاده ونصحه وتذكيره بواجباته.


لذا نجد الكثير  من الايات القرانية والاحاديث النبوية الشريفة التى تحث وتؤمر أفراد المجتمع جميعا بغض البصر عن المحرمات التى تعرض كما نرى فى قوله تعالى :
((قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم)) وقوله تعالى ((وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن )) النور: 30-31

وإذا ما وقع البصر على شىء من المحرمات من غير قصد فليصرف البصر عنه سريعا ...
من هنا كان الالتزام بهذه الاداب الاجتماعية الآسلامية فيه صيانة لكرامة الاسرة المسلمة وحفظ للمجتمع من التردى فى مهاوى الرذيلة والانحراف عن الخط السوى الذى رسمه الله سبحانه وتعالى لعباده.

وإلى لقاء جديد قى مقال جديد ...بإذن الله تعالى