الخميس، 15 مارس 2012

كيف تكون صديقا لآولادك ؟


كيف تكون صديقا لآولادك ؟                            

بسم الله الرحمن الرحيم مالك يوم الدين اياك نعبد واياك نستعين أما بعد... تحتل الصداقة فى حياتنا مكان فى غاية الاهمية فهى عبارة عن اتفاق الضمائر بين الاصدقاء على المودة والحب وهى كذلك قوة المودة فقد جاءت من الصدق وهى أمر غير متكلف لآنه أمر قلبى وليس باللسان..يقول عمر اليافى :

ليس الصداقة باللسان وإنما      بالوفق والتأليف والتوفيق

والصديق من صدق المودة ويجب على الصديق النصيحة لصديقه حيث أن للنصيحة الرقيقة المغلفة بغلاف الحب والمودة لها اهمية لعلاج العيوب لدى الاصدقاء.

تربية الآبناء بين الافراط والتفريط

تقع تربية الابناء على الوالدين أولا ثم على المربين والمؤدبين وليست التربية أن تطعم أولادك وتكسوهم فقط فالتربية أعظم من ذلك وأجل يقول الامام الغزالى:
(( الصبى أمانة عند والديه وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة خالية عن كل نقش وصورة وهو قابل لكل ما نقش ومائل الى كل ما يمال به اليه فان عود الخير وعلمه نشأ عليه وسعد فى الدنيا والاخرة وشاركه فى ثوابه أبواه وكل معلم له ومؤدب وإن عود الشر وأهمل إهمال البهائم شقى وهلك وكان الوزر فى رقبة القيم عليه والوالى له ))
أما الاب الذى يكدح فى الدنيا وكل همه ان يوفر لولده المأكل والمشرب الحسن والملبس الجميل لاغير مهملا تربية ولده على الاخلاق الحميدة فإن ولده يعتبر يتيما وصدق أحمد شوقى حين قال :

وإذا أصيب القوم فى أخلاقهم     فأقم عليهم مأتما وعويلا
ليس اليتيم من انتهى أبواه من      هم الحياة وخلفاه ذليلا
إن اليتيم هو الذى تلقى له         أما تخلت أو أبا مشغولا


ويجب على الاباء والمربين التوسط فى الامور فلا إفراط (التربية على الجبن من خلال تخويفه المستمر) ولا تفريط مثال ذلك ان يربى الاب ابنه على التهور من خلال الاعتداء على الاخرين.فخير الامور الوسط.

أثر صداقة الابناء فى التربية السليمة

كل مرحلة سنية لها ما يناسبها من مراحل التربية وقد فهم وفطن لذلك عبد الملك بن مروان حين قال (( لاعب ولدك سبعا وأدبه سبعا واستصحبه سبعا فإن أفلح فألق حبله على غاربه )) فأخر مرحلة من مراحل التربية هى الصداقة وتكون بعد ان كبر الابن او البنت ونما العقل عندهما واصبح للولد شخصية مستقلة يحاول ابرازها واظهارها بين الناس وهى مرحلة المراهقة وهى مرحلة حساسة فى حياة أولادنا حيث: تقلب المزاج - حاد - الطباع التمرد- العناد  صفات ملازمة لهم والصداقة فى هذه المرحلة هى التى تحل المشكلة وتجعل الاب قريبا من ابنه أو الام قريبة من ابنتها حيث انه اوانها يبحث عن شخص يفضفض عما فى داخله من مشاكل واحاسيس وقد يكون من يفضى إليه ليس هو الاختيار المناسب فتقع المشاكل وتزداد.

كيف تصبح صديقا لابنك ؟

قبل ما نتحدث عن هذه العلاقة بين الاب والابن بالتفصيل .. نشاهد معا هذا الكليب الذى يوضح لنا مدى الصداقة الكبيرة بين الاب والابن فهيا بنا يا أصدقائى الاعزاء.. 



هناك بعض من الامور التى تجعل الاباء أصدقاء لآولادهم.  


 1- اترك له مساحة من الحرية فى الاختيار مع التوجيه غير المباشر ان وجدت سوءا فى الاختيار.

2- اجعل الحوار سمة الحديث بينكما فالولد فى هذه المرحلة يحتاج الى من يفتح مع حوار ويتجاذب اطراف الحديث فكن أنت أيها الوالد وأيتها الوالدة هذا الطرف وأبدأ أنت فى الحديث عن أخبارك وأحوالك ومشاكلك فى العمل ورؤيتك للمستقبل فتجد ولدك تلقائيا يبدأ فى الحديث عن نفسه وعن مشاغله واهتماماته ومشاكله.

3- لا تسفه أراءه وتظهره بانه لايفهم الامور بل وضح له الامور التى قد تكون غافلة عنه.

4- لا تهون من امكانياته حيث ان الولد فى هذه المرحلة يمكن الاعتماد عليه الى حد ما فشجعه على أداء بعض الاعمال فتربى فيه صفة الاعتماد على النفس والثقة فيها.

5- شجعه على تصرفاته الحسنة فالكلمة الطيبة لها مفعول السحر والثناء الحسن يدفعان الولد لبذل ما فى وسعه لآداء ما طلب منه والكلمة المحبطة تقعده عن العمل فلا تعنفه ان أخطأ.

6- إياك والضرب يخطىء كثير من الاباء الذين لا يزالون يضربون أبناءهم فى هذه المرحلة فالطفل قد تضربه فى صغره للتأديب ثم إن أحسنت اليه وأرضيته نسى ما قد ضرب عليه ولكن الضرب فى هذه المرحلة يترك جرحا غائرا فى نفس الولد فقد يرد بغلظة على ابيه أو يترك له البيت أو يزداد فى عناده.  ثم هل يضرب الصديق صديقه؟؟ فهذا غير معقول.....

7- أشركه فى قرارات البيت والاسرة.

8- لا تحرجه أمام زملائه واذا أخطأ إبنك فعاتبه بنظرة أو كلمة أو ما شاكل ذلك فأنه يعى الامر.

9- عامله كما تعاما أصحابه بالطف والين والعطف والحب والمودة.

وإلى لقاء جديد قى مقال جديد يا أعز أصدقائى...بإذن الله تعالى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق